العراق : بدء تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة على خطى التجربة المصرية

 

في خطوة استلهمت فيها بغداد تجربة العاصمة الإدارية المصرية، أعلنت لجنة الاستثمار والتنمية النيابية العراقية مطلع الأسبوع الجاري عن انطلاق مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في العراق، وذلك ضمن مساعي الحكومة العراقية لتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الازدحام السكاني في العاصمة بغداد.

من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد عثمان سوداني، خلال الأيام المقبلة عن تفاصيل المشروع، بما في ذلك مصادر التمويل والمراحل المختلفة للتنفيذ، وكذلك الجدول الزمني المتوقع للانتهاء. تأتي هذه الخطوة بعد تزايد التحديات التي تواجه بغداد، مثل النمو السكاني السريع وانتشار المناطق العشوائية، مما يجعل إنشاء عاصمة إدارية جديدة خيارًا استراتيجيًا لدعم قطاع الخدمات الحكومية.

موقع العاصمة الإدارية الجديدة في العراق

كشفت وسائل إعلام عراقية أن العاصمة الإدارية الجديدة ستكون بعيدة نسبياً عن بغداد، وتحديداً باتجاه الجنوب. وتهدف هذه الخطوة إلى نقل الوزارات والمؤسسات الحكومية، خاصة تلك التي ترتبط بالشؤون المالية، إلى موقع جديد يتسع لمتطلبات التوسع المستقبلية ويخفف من الضغوط على البنية التحتية للعاصمة الحالية.

أهمية مشروع العاصمة الإدارية العراقية

يشير الخبراء إلى أن هذا المشروع يمكن أن يكون بمثابة قاطرة للتنمية في العراق، حيث يساعد على تنظيم النمو العمراني وتطوير قطاع الخدمات الذي يعاني من تحديات كثيرة، أبرزها الزيادة الكبيرة في عدد السكان. يُتوقع أن يسهم نقل مؤسسات الحكومة والوزارات إلى العاصمة الجديدة في تحسين كفاءة العمل الحكومي والحد من مشاكل الزحام المروري والتلوث.

العاصمة الإدارية المصرية كنموذج ملهم

يأتي مشروع العاصمة الإدارية العراقية مستوحى من تجربة ناجحة مماثلة في مصر. حيث قامت مصر بتأسيس عاصمتها الإدارية الجديدة على مساحة 170 ألف فدان، على بُعد 60 كيلومتر شرق القاهرة، مع استهداف توفير بيئة حديثة للوزارات والمؤسسات الحكومية لتحسين جودة الخدمات وتقليل الضغط على القاهرة. ويُقدّر تكلفة المشروع المصري بنحو 58 مليار دولار أمريكي، فيما تم تخفيض التكلفة عبر طرح بعض الأسهم في البورصة لجذب الاستثمارات.