السعودية تعتمد تسمية “القهوة السعودية” بدلاً من “القهوة العربية” لتعزيز التراث الوطني
في إطار جهود الحكومة السعودية الرامية إلى الحفاظ على التراث الوطني وإحياء الرموز الثقافية للمملكة، أعلنت جمعية حماية المستهلك السعودية مؤخرًا عن قرار جديد يستهدف تنظيم تقديم القهوة العربية في المطاعم والكافيهات، بحيث يتم تسميتها بـ”القهوة السعودية”. هذا القرار يأتي انطلاقًا من اعتبار القهوة السعودية رمزًا تراثيًا وثقافيًا مهمًا، ولذا فإن تقديمها بشكل مميز يعكس هويتها ويميز تجربة العملاء.
تغيير التسمية من “القهوة العربية” إلى “القهوة السعودية”
أصدرت جمعية حماية المستهلك قرارًا يقضي بتغيير اسم “القهوة العربية” إلى “القهوة السعودية” في مختلف المطاعم ومحامص القهوة، معتبرةً أن استخدام أي تسمية أخرى يعتبر مخالفة. وفي السياق ذاته، دعت وزارة الخارجية السعودية جميع المؤسسات والجهات التجارية إلى الالتزام بهذه التسمية، بحيث يتم تقديم المنتج تحت اسم “القهوة السعودية” في جميع التعاملات مع العملاء.
اتحاد الغرف التجارية السعودي يعمم القرار
لم يقتصر تطبيق هذا القرار على جمعية حماية المستهلك فقط، بل قام اتحاد الغرف التجارية السعودي بإصدار تعميمات لجميع الجهات المعنية. شدد الاتحاد على أهمية استخدام الاسم الجديد “القهوة السعودية” في مختلف التعاملات التجارية، معتبرًا ذلك خطوة مهمة في ترسيخ هذا التراث الثقافي وتعزيزه بين المواطنين والزوار على حد سواء.
تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي
لاقى هذا القرار تفاعلًا كبيرًا من رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر البعض عن استحسانه لهذه الخطوة التي تعزز الهوية الوطنية، في حين أبدى البعض الآخر استغرابهم من القرار. وأعادت وزارة الثقافة التأكيد على هذا التوجه عبر تسمية عام 2022 “عام القهوة السعودية”، بهدف ترسيخ مفهوم “القهوة السعودية” كجزء من الثقافة الوطنية.
رؤية 2025 والطموحات الزراعية في إنتاج البن
وفي إطار تعزيز استقلالية المملكة في زراعة وإنتاج البن، تسعى السعودية لزيادة إنتاجها المحلي من البن. تمتلك المملكة حوالي 400 ألف شجرة بن حتى نهاية عام 2021، وتخطط لرفع هذا العدد إلى 102 مليون شجرة بحلول عام 2025. يأتي ذلك ضمن رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنمية القطاع الزراعي وتوفير منتجات محلية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المستهلكين.
أهمية القرار في تعزيز الهوية الوطنية
يأتي هذا القرار كجزء من سلسلة جهود الحكومة السعودية لتعزيز الهوية الثقافية للمملكة وتوطيد التراث المحلي. إذ يعزز تقديم القهوة السعودية بهوية مميزة قيم الضيافة السعودية ويعكس للعالم جزءًا من ثقافة المملكة. من المتوقع أن يساهم هذا التوجه في دعم المنتج المحلي وتعزيز مكانة القهوة السعودية كرمز ثقافي متأصل في جذور المجتمع السعودي، مما يمنحها حضورًا أكبر في مختلف المحافل والمناسبات المحلية والدولية.
بهذا، تجسد المملكة حرصها على الحفاظ على تراثها الثقافي والاقتصادي وتقديم تجربة فريدة لزوارها، في خطوة تعزز من مكانة القهوة السعودية كرمز وطني يربط بين الحاضر والماضي، ويعبر عن فخر المملكة بتراثها العريق