الصيام المتقطع يثبت فعاليته في تحسين مستويات الغلوكوز لمرضى السكري من النوع 2

داء السكري من النوع 2 هو حالة صحية مزمنة تتميز بارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم، مما يشكل خطرًا على صحة القلب والكلى والبصر. تتطلب إدارة هذا المرض جهودًا متواصلة تشمل اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، وتناول الأدوية. لكن في حين أن النصائح الغذائية تقدم إرشادات مهمة، قد يصعب الالتزام بها بشكل كامل على المدى الطويل.

وبحسب موقع “Science Alert”، يُظهر النظام الغذائي المقيد بالوقت نتائج واعدة كأداة بسيطة وفعالة لإدارة نسبة الغلوكوز. وتشير دراسة أجرتها الجامعة الكاثوليكية الأسترالية وجامعة كوينزلاند إلى أن التركيز على وقت تناول الطعام – دون التركيز على نوع الطعام أو كميته – يمكن أن يساعد في تحسين مستويات الغلوكوز بفاعلية تُعادل الإرشادات الغذائية التقليدية، مع مزايا إضافية تتعلق بسهولة التنفيذ والالتزام.

مفهوم الصيام المتقطع لمرضى السكري

الصيام المتقطع، أو “تناول الطعام المقيد بالوقت”، يعتمد على تحديد أوقات محددة لتناول الطعام كل يوم، عوضًا عن التركيز على أنواع الطعام. نظام 16:8، الذي يقوم على تناول الطعام خلال 8 ساعات يوميًا، والصيام لـ16 ساعة، هو أحد الأنماط الشائعة التي بدأت تجذب اهتمام مرضى السكري من النوع 2. وبحسب الدراسات، يساعد الصيام المتقطع في تقليل تناول السعرات وتعزيز قدرة الجسم على استخدام الطاقة، مما يسهم في فقدان الوزن وتحسين مستويات الغلوكوز.

كيف يساعد الطعام المقيد بالوقت مرضى السكري؟

يمكن أن يساعد تنظيم وقت تناول الطعام على تحسين عملية الأيض والصحة العامة للأفراد. وبالنسبة لمرضى السكري من النوع 2، قد يكون لتأخير وجبة الإفطار تأثير إيجابي؛ حيث يساعد النشاط البدني قبل تناول أول وجبة على تخفيض مستويات الغلوكوز في الدم، ويمنح الجسم فرصة لتنظيم إفراز الأنسولين بفاعلية.

أظهرت الدراسات أن هذا النمط الغذائي يقلل من معدلات الجلوكوز المرتفعة ويحسن النتائج المتعلقة بالسكر التراكمي (HbA1c)، وهو مؤشر يعبر عن متوسط مستويات السكر خلال الأشهر الثلاثة السابقة. أظهرت دراسة أُجريت عام 2018 على مرضى السكري من النوع 2 أن المشاركين التزموا بسهولة بهذا النظام الغذائي، وشهدوا تحسينات في مستويات الغلوكوز وفقدانًا ملحوظًا للوزن، حيث خسر بعضهم بين 5 إلى 10 كجم خلال أربعة أسابيع.

نصائح وتحذيرات للمرضى

بالرغم من الفوائد الملموسة لنظام الصيام المتقطع، ينصح الباحثون مرضى السكري بالتحدث إلى أخصائي تغذية أو طبيب معالج قبل اعتماد هذا النظام. فقد لا يكون مناسبًا لبعض المرضى الذين يتناولون أدوية تتعارض مع الصيام، أو يعانون من حالات صحية معينة.

في النهاية، يبدو أن الصيام المتقطع يوفر خيارًا بسيطًا وفعالًا للأشخاص المصابين بالسكري من النوع 2، إذ يمكنهم من تحسين صحتهم بوسائل غير معقدة وسهلة الالتزام، ولكن يجب الانتباه إلى استشارة الطبيب لضمان سلامة التطبيق الأمثل لهذا النظام الغذائي.

(العربية .نت)