ردود فعل غاضبة من الفنانين اللبنانيين تجاه تصريح يسرا عن الأوضاع في لبنان
انتشر في الساعات الماضية فيديو مجتزأ لحديث الفنانة المصرية يسرا خلال المؤتمر الصحفي الخاص بمهرجان الجونة السينمائي، مما أثار بلبلة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وعرضها لانتقادات واسعة من قبل عدد من الفنانين اللبنانيين ورواد مواقع التواصل. جاء ذلك بعد وصفها لما يحدث في لبنان بـ “الأحداث”، وهو ما اعتبره البعض تقليلاً من خطورة الوضع في البلاد.
انتقادات حادة من الفنانين اللبنانيين
من بين المنتقدين كانت الممثلة اللبنانية لورين قديح، التي عبرت عن استيائها من وصف يسرا للوضع في لبنان، معتبرة أن ما يحدث ليس مجرد “أحداث” بل هو “حرب ومجازر”. وكتبت في تغريدة عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً):
“حضرة الممثّلة العربيّة مدام يسرا: تحيّة مُعطّرة برائحةِ بارود الصواريخ المتساقطة فوق رؤوسنا وأحلامنا، الممزوجةِ ب “مِسك دماء شهدائنا”… أحداث؟… أحداث لبنان اللي حصلت من كم يوم؟؟؟… حضرتك ما أخطأتيش، حضرتك ارتكبتِ خطيئة! هيدي ما اسمها أحداث، اسمها “إبادة”… اسمها حرب، مجازر!…”.
كما أضافت قديح في تغريدتها أن صمت الفنانين يشبه صمت القبور، واستشهدت بموقف الممثل العالمي مارلون براندو الذي اعتذر عن استلام جائزة الأوسكار تضامناً مع السكان الأصليين في أمريكا.
ردّ يسرا على الهجوم
في وقت لاحق، نشرت يسرا فيديو عبر حسابها الرسمي على “إكس”، يتضمن حديثها الكامل، وأرفقته بتعليق أوضحت فيه أن لبنان هو بلدها الثاني، وأن قلبها “يعتصر حزناً” على كل شبر فيه، مؤكدة أن تصريحها قد تم تحويره من قبل البعض للإيقاع بها.
وأضافت يسرا:
“لبنان هي بلدي الثاني وقلبي يعتصر حزناً على كل شبر فيها.. في ظروف زي دي دايماً بيكون في ناس كل غرضها تحوير مضمون الكلام للإيقاع بنا .. وأنا هنا بأكد إن مضمون حديثي هو أن شعب مصر قلباً وقالباً مع كل الدول العربية اللي بتمر بظروف عصيبة و إنه إقامة أي مهرجان في المقام الأول هو دعم القضايا من خلال الفن والسينما ولا نقلل شأناً من ما يجري من أحداث”.
دعوة الفنانين للتضامن
بدورها، علّقت الممثلة القديرة رلى حمادة، داعية يسرا إلى إدراك أن ما يحدث في لبنان هو “حرب” تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، وليس مجرد “أحداث”، وأنه من الواجب على الفنانين التعبير عن تضامنهم ودعمهم للشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة.
السياق الكامل للتصريح
وكانت يسرا قد صرحت خلال المؤتمر الصحفي أن تنظيم المهرجانات الفنية في الدول العربية يأتي بهدف دعم قضايا الشعوب من خلال الفن والسينما، مشيرة إلى أن “عنصر المفاجأة” في الأحداث الأخيرة قد يعيق تسليط الضوء على دولة بعينها.
وأضافت يسرا أن الفنون لها دور كبير في نشر الرسائل الإنسانية والدفاع عن القضايا العادلة في الوطن العربي، موضحة أن المهرجانات تسعى لتقديم الدعم من خلال توجيه الأنظار إلى معاناة الشعوب وإبراز أهمية التلاحم العربي في مواجهة الأزمات.
ردود فعل متباينة
على الرغم من التوضيح الذي قدمته يسرا، استمر الجدل بين مؤيدين ومعارضين لما جاء في الفيديو المجتزأ، حيث اعتبر البعض أن الفيديو الأصلي يوضح السياق الصحيح لتصريح الفنانة، في حين يرى آخرون أن الاعتذار لم يكن كافياً للتعبير عن تضامن حقيقي مع الشعب اللبناني.
يبدو أن هذه الواقعة هي مثال حيّ على كيف يمكن أن يؤدي اجتزاء التصريحات إلى إشعال نار الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، مما يدعو إلى توخي الحذر عند تناقل الأخبار والتصريحات، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها العديد من الدول العربية.