تظل أهرامات الجيزة من بين أعظم الألغاز التي تجذب اهتمام الباحثين والعلماء من جميع أنحاء العالم. فهذه الهياكل الضخمة، التي بنيت منذ آلاف السنين، لا تزال حتى اليوم تحمل الكثير من الأسرار التي لم يتم كشفها بالكامل. مؤخراً، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور للأهرامات تحمل عنوان “ظاهرة غريبة فوق الأهرامات”، وهو ما يدور حول لغز جديد اكتشفه علماء صينيون يتعلق بفقاعات بلازما في الغلاف الجوي العلوي فوق الأهرامات.
ظاهرة غريبة فوق الأهرامات: التفاصيل والحقائق
انتشرت أخبار جديدة على وسائل الإعلام الصينية ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ظاهرة غريبة فوق أهرامات الجيزة، حيث اكتشف علماء صينيون وجود “فقاعات بلازما” في الغلاف الجوي العلوي فوق الأهرامات، والتي تؤدي إلى قطع الاتصالات بالأقمار الصناعية المتصلة بها.
تعتبر فقاعات البلازما عبارة عن تجمعات غازية كبيرة في طبقة الأيونوسفير، وهي الطبقة التي تحتوي على جسيمات مشحونة في الغلاف الجوي للأرض. وهذه الفقاعات تظهر ليس فقط فوق أهرامات الجيزة، بل أيضاً في أماكن أخرى مثل أهرامات جزر ميداوي الأمريكية. تسبب فقاعات البلازما اضطرابات في موجات الراديو، مما يؤثر على الاتصالات بين الأرض والأقمار الصناعية، ويعطل إشارات أنظمة تحديد المواقع (GPS).
تفسير الظاهرة الغريبة فوق الأهرامات
أوضح الدكتور محمد صميدة، رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن هذه الظاهرة ليست محصورة في الأهرامات فحسب، بل يمكن أن تحدث في أي مكان على سطح الأرض. وأرجع الدكتور صميدة تفسير هذه الظاهرة إلى العواصف الشمسية التي تطلق جسيمات مشحونة نحو الأرض. وعند وصول هذه الجسيمات إلى طبقة الأيونوسفير، تسبب اضطرابات تظهر على شكل فقاعات بلازما، والتي تؤثر بدورها على إشارات الأقمار الصناعية.
أسباب الظاهرة الغريبة فوق الأهرامات
رغم ارتباط الظاهرة بالأهرامات في التقارير الأولية، أكد الخبراء أن الأهرامات ليست العامل المباشر في حدوث هذه الظاهرة. وقد أشار الدكتور صميدة إلى أن هذه الفقاعات تكثر في الظهور في المناطق الاستوائية أو ذات خطوط العرض المنخفضة، حيث تشهد هذه المناطق “شذوذ الغلاف الأيوني” الذي يؤثر على إشارات الاتصالات العالمية.
بغض النظر عن مدى الغموض الذي يحيط بأهرامات الجيزة، فإن الظواهر الطبيعية والكونية مثل فقاعات البلازما والعواصف الشمسية تستمر في تقديم تفسيرات علمية جديدة لتلك الألغاز التي تثير الفضول والإعجاب. ومع استمرار الأبحاث، يظل العلماء ملتزمين بكشف المزيد من الأسرار التي يحملها الكون.